عمان- يلجأ كثيرون، كبارا وصغارا، لشرب المشروبات المحلاة والغازية، متناسين خطورتها على الصحة عموما وعلى الأسنان خصوصا.
تعمل المياه الغازية (الماء الذي يحتوي على الكربون) على إخلال توازن الأكسجين في الجسم، وتحديدا يقل مستواه مدة ثلاث ساعات 25 % عن الطبيعي عند شرب علبة واحدة من هذه المشروبات، وبالتالي فإذا كنت ممن يشرب أكثر من علبة واحدة يوميا، فإنك تضاعف فترة حرمان جسمك من الأكسجين. علما أن الرقم الهيدروجيني (نسبة الحموضة) للمشروبات الغازية يساوي 1.5، لذلك فهو مشروب يحتوي على نسبة عالية من الأحماض، ما يؤثر على مستوى الرقم الهيدروجيني في أجسامنا، ولكي يحافظ الجسم على الرقم الهيدروجيني بمستواه الطبيعي، يستخدم معدن الكالسيوم ليعيده إلى حالته الطبيعية، وبالتالي نخسر معدن الكالسيوم الضروري لبناء العظام، فتظهر أمراض عدة؛ مثل هشاشة العظام، وللأسف، وحسب الدراسات، فإن أكثر فئة متأثرة بهذا المرض هي المراهقون والشباب لكثرة استهلاكهم للمشروبات الغازية.
وبالإضافة إلى خلوها من أي قيمة غذائية، تحتوي المشروبات الغازية على كمية كبيرة جدا من السكر تساوي 10 ملاعق في العلبة الواحدة، وهذا يعني تأكيد حصول أمر خطير هو البدانة عدا عن تسوس الأسنان في هذا السياق.
وهل الـ"دايت" يحل المشكلة؟ بالطبع لا! فقد أثبت علمياً أن المحليات الاصطناعية المستخدمة في المشروبات الخالية من السكر "دايت" تعد أكثر فتكاً بصحة الإنسان.
أما مشروبات الطاقة، فتأتي في مقدمة المشروبات التي تتلف الأسنان بسبب احتوائها على نسبة عالية من السكر والأحماض المعدة بطريقة تتيح التعويض عن المواد المعدنية والسوائل التي يفقدها المرء خلال التمارين. فتتواجد فيها مادة "الكافيين"، و"التورين" التي قد تكون مسؤولة عن زيادة ضغط الدم ونبضات القلب.
التآكل الحمضي للأسنان:
هو التآكل الذي يحدث من طبقة المينا ويقلل من سمكها، وهي الطبقة الأصلب في الجسم التي تشكل خط الدفاع الأول لحماية الأسنان. وقد يؤدي هذا التأثير الحمضي مع الوقت الى تغيير تركيبة الأسنان وشكلها ومظهرها وإلى حساسيتها، وبالتالي الى تلفها حتى تصل الى حد الذوبان.
وتبدأ الأحماض بإحداث أضرار في المينا بعد 20 دقيقة فقط من شرب المشروبات الحامضية والغازية، ونجد أن العديد من الناس لا يفهمون الفارق بين التسوس والتآكل، وهو أن الكميات الكبيرة من السكر تسبب التسوس باشتراك البكتيريا، بينما تسبب حامضية بعض المأكولات والمشروبات تآكل الأسنان بدون أن تشترك البكتيريا.
وفي دراسة أميركية أجريت على الأطفال في الفئة العمرية 10-14 سنة، تبين أن 30 % من هؤلاء الأطفال مصابون بتآكل الأسنان الحمضي بسبب زيادة معدل الحموضة الناتج عن نمط الغذاء الحديث؛ حيث اعتبره بعض الباحثين بأنه الخطر الذي يهدد صحة الأسنان في القرن الحالي بقدر ما كانت تمثله مشكلة التسوس في القرن العشرين.
إن السبب الرئيسي لمشكلة التآكل الحمضي هو نمط الحياة في القرن الحادي والعشرين، ويمكن أن تؤثر هذه المشكلة على جميع الفئات العمرية رجالا ونساء على حد سواء. وإن كان التركيز هنا على المشروبات الغازية (حتى منتجات الريجيم قليلة السعرات)، غير أن الأحماض متواجدة في المأكولات اليومية؛ مثل الفواكه، عصير البرتقال، والعصائر الطبيعية الأخرى التي تذيب المعادن من أسناننا، وتلين أسطحها وبالتالي تجعلها عرضة للتآكل بشكل أكبر. ومع عملية الاستهلاك المستمر للأغذية والمشروبات الحمضية يزداد الضرر الناتج عن التآكل الحمضي.
ويشكل ألم الاسنان الناتج عن تناول المأكولات والمشروبات الساخنة أو الباردة أولى علامات التآكل الحمضي، وتعرف هذه الحالة بحساسية الأسنان. وبشكل واضح، تبدو الأسنان المتضررة مستديرة الشكل كما تظهر بشكل لماع ومصقول، بالإضافة الى اصفرار خفيف بفعل تآكل الحمضيات لطبقة المينا؛ حيث يبرز عاج الأسنان الموجود تحتها.
وفي مرحلة متقدمة، قد تتعرض الأسنان لظهور بقع صفراء، كما أنها قد تبدو أكثر شفافية مع تشقق أطرافها، فضلا عن ارتفاع حدة حالة حساسية الأسنان وبروز تجاويف صغيرة على سطح السن. من هنا، فإن التأثيرات الناجمة عن التآكل الحمضي لا يمكن أن تزول تلقائيا؛ حيث تتطلب عند إهمالها المعالجة، بغية استعادة شكل ووظيفة الأسنان المتضررة وحمايتها. وفي الحالات القصوى، قد تكون النتيجة ضرورة نزع السن المتضررة.
الوقاية:
1 - التقليل قدر الإمكان من تناول المشروبات الغازية واستبدالها بالماء أو شرب الماء بعد شرب المشروبات الحمضية.
2 - أثبت علمياً أن الشاي الأخضر بدون أي إضافات؛ مثل السكر أو الليمون، يعد مشروبا صحيا للأسنان ولا يسبب التآكل.
3 - شرب المشروبات الحمضية بواسطة القشة.
4 - تناول العلكة بعد شرب المشروبات الحمضية.